RSS

طاهر!

20 أكتوبر

حسنا سأكتب بدون توقف لأن أشباح أحلام اليقضة ستقتلعني من مكاني وتصعد بي الى عالم الأحلام الجميل لو توقفت لحظة واحدة فقط، لا يهمني اتساق الكلمات اريد فقط ان اخرج ذلك الدخان الأسود الذي التف حول روحي ، سأستنشق الأكسجين وأحاول أن اخرج بعض الدخان مع كل زفير، قليلا قليلا…

لففت رأسي بغطاء السرير العفن في محاولة مني للبقاء وحيدا بعيدا عن كل ماهو خارج هذا الغطاء، اشعر بالأمان هنا 
كنت انتوي ان اكتب عنها طبعا ، لكنني لن افعل سأكتب عني انا
عن ذلك الولد التائه الذي اصبح مؤخراً يسمع كثيرا من التعليقات حول عمره الذي قارب الثلاثين بؤساً، يا الهي الثلاثين التي ما كنت أتخيل يوما ان اصلها وانا في هذه الحالة، رسمت لنفسي صورة مختلفة تماماً لما اريد ان اكونه، رسمت لنفسي صورة أكون فيها شابا وسيما طبعا! وسعيد جدا، إبني بجانبي بعمر يقارب الثمانية أعوام ، زوجتي جميلة ، حنونة، طيبة، مرحة والاهم من ذلك كله زوجةٌ تحبني بصدق.

لا اعلم سبب ذلك الشعور الذي ينتابني كلما نظرت الى زوجين يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويرمقان أعين بعضهما بحنان وفخر، صوت ما داخل صدري يخبرني دوما انني لا استحق ذلك الشعور لن احصل عليه يوما ، احس بجسمي يتصلب في مكانه يلاحق الزوجان ويودعهما بابتسامة ودعوة صادقة بالتوفيق، 
لا سبب حقيقي واضح لما اشعر به في آلاف المواقف المشابهة والتي لا تتكر الا علي انا فقط، ربما لانني وبدون وعي مني اجذب هذه اللحظات نحوي،
حلم العائلة والحب كان منذ الأزل ولا يزال حلم حياتي الذي لا يمكنني تخيل العيش بدونه فضلا عن التخلي عنه، 

هي كانت بالنسبة لي ذلك الحلم الذي هرب بعيدا وتلاشى بحماقة في السراب، هي بالنسبة لي اول تجربة للإمساك بيد الحلم، 
ربما لذلك السبب أحببتها أكثر قليلا من الأخريات ، أكثر بترليون مرة فقط! 

أحس انني قبيح، تلك الشفتان الغليضتان تثيران اشمئزازي ، انا متاكد انه لا توجد فتاة على وجه الارض يمكن ان تحبهما فضلا عن ان تصفني بالوسامة، لن اكذب وأقول انها كانت الوحيدة التي تمتدح وسامتي لكنني لطالما أحسست بأنني كائن جميل بقربها، أحببت نفسي معها والآن اكره نفسي اكثر في بعدها، 
هي لم تبتعد كثيرا لازال بأمكاني التواصل معها ولازالت تطمئن على حالي من فترة لأخرى ،ولكنني دائماً ما اكذب كما هي عادتي وأقول “أنا تمام”  
تفعل ذلك لأنني توقفت عن الاتصال بها وطلبت منها ان لا تتواصل معي الا وقت الضرورة القصوى ،
لا تتعب نفسك كثيرا بالتفكير في سبب هذا الابتعاد وفي سوال نفسك لماذا لا يرجعان الى بعضهما لان اجابةً سؤال مثل هذا ستظطرني لتأليف رواية من ٣٤٠ صفحة من القطع الكبير، ولا اريد ان افعل ذلك حقيقةً، أريد فقط ان احتفظ بتفاصيلها منقوشة داخل جدران قلبي ،
لكن يجب ان تعلم أيها القارئ انني شخص نبيل وأنها طاهرة ، ولا اخفيكم سراً انني كنت اسميها في جوالي (طاهر) اسم بإيحاء ذكوري حتي لا ألفت الانتباه لها في حال رن الجوال في يد احد معارفي او داخل مجال رؤيته ، 

علاقتنا كانت سليمة تقريبا من كل ما يخدش بالحياء، انا اقول هنا تقريبا ولا اجزم بخلوها من بعض ما يخدش الحياء عند البعض، الا اننا لم نكن نعير الامر اهتماما كنت أتعامل معها بطهارة وهي كانت كذلك الا في حالات قليلة قصيرة الأمد جدا كنت فيها احاول التحركش بها ومغازلتها،
اذكر مرة انني طلبت منها قبلة فقامت بصفعي على وجهي بقوة !
ثم وبعد ان أدركت فداحة ما صنعت ضحكت ضحكتها التي تفتح لها أبواب القلب وغاصت بوجهها بين كفيها في خجل وبدأت بالاعتذار بلغة الحوريات، سامحتها طبعا فلمسة كفها على خدي كانت احدى امنيات حياتي التي تحققت دون ان اضطر لطلبها، 

قلت لكم انني لن اكتب عنها وسأحاول ان اتجاهلها بالكلية لا اريد ان اتسبب بالأذى لأي منا، اختارت طريقاً واستخارت فيه الله عز وجل وهو وبدون أدنى شك خير لها، بالمناسبة انا من علمتها صلاة الاستخارة وطلبت منها ان تستخير  كثرا قبل ان تقدم على قرار مماثل  ويبدوا ان الله استجاب لدعواتها ودعواتي لها بالتوفيق، ففي اخر مرة أخبرتني فيها كم هي سعيدة أحسست بفرح غريب المعالم ، فرح ممزوج بقليل من الغيرة وكثير من الرجاء، وابتهال الى الله ان يتم عليها سعادتها.

لكن ذلك الصوت اللعين لم يتوقف لحظة عن الصراخ في أذني ، يكاد  يصيبني بالصمم  يقول لي: “انت لا تستحق الفرح” ولا أخفيكم سراً حين أقول أنني أوشكت على تصديق ذلك الصوت. نقطة

 
أضف تعليق

Posted by في أكتوبر 20, 2014 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: , ,

أضف تعليق