RSS

Category Archives: محاولات أدبية

النقطة الثالثة!

ما بالها انطفئت شموعي؟ 

ما بالها انكمشت ضلوعي؟

ما بالها رئتي؟ 

سئمَتْ روتينَ النفَس! 

في الطريق إلى نفسي…

أسيرُ رتابةً

أجرُّ خيباتي معي

وشيئاً من أمَل…

عابسٌ وجهي، متكورُ الشفتانِ، برِمُ المحيا، أعبَقُ بالصدأ..

كالجثةِ اللتي سئمَتْ من الموت، فإستفاقتْ!

لتسأمَ مرةً أخرى الحياة

وتشتهي نوم القبور
ما عادَ يُجدي يا سُلَيمتنا الكلام..

كل حروفنا العربية انتحرت

مُذ صار قومي يعبدون الجهل

يقتلون الحب

يمنعون الطير أن يشدو 

ويلعقونَ حوافرَ الحُكَّام!

مُذ صاحَ أعوَرُهم (حرام!)

هذا حرام..

بإسم الرب أمنعكم

والبشتُ في يده اليمنى

بإسم الرب أمنعكم 

والسوط في يده اليسرى

بإسم الرب قفوا لا تتحركوا قُدماً

هيا بِنَا نعود إلى الوراء..

 
أضف تعليق

Posted by في سبتمبر 30, 2015 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة:

النقطة الأولى!

أسير بِدُنيَتي نحو السراب…
كليلٌ…
حائر…
وهِنُ الخُطى…
والدربُ في عُمقِ المَجاهيل طويل…

يا فراشاتي الحزينة ، يا مصابيح المدينة، يا سنائاً من قمر!
يا جناحاً قد طوَى، ريشهُ ثم هوَى،
في مَديدٍ من سَهَر،
من ضَجَر
ما أنتن ريح الضجر…
تخنق الأنفاسَ، تَعّصرها، تملأ الرئتانِ بالوحل الهلاميّ القبيح، وبالشَرَرّ!
أواه من هذا الشَرَرّ
الروحُ يحرقُ أطرافها ويعُضّها بالنابِ المشبّعِ بالسموم أو الهموم
ويُحيلها صحراءَ قَحّطاً تشتهي وقع المطر…
يا مطر!
بالله ألق التحية لا تكن هكذا متعالياً
إني تعبت من السفر…

IMG_2367-1.JPG

 
أضف تعليق

Posted by في جانفي 15, 2015 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: ,

النقطة الثانية!

أحنُ إلى اللاهوت!
إلى هدهدات الأم!
إلى ضحك الصغار…

أحنُ إلى الذقن اللتي لم تنبت الشَعر
والشِعرُ يوم كان لا يعدوا مجرد قافية…

أحن إلى زمنٍ كنت أظن فيه أن الأحلام ممكنة الحدوث!
وأن السَعد قد يأتي
وأن الشمس تشرق باتجاه الشرق
وأن الليل حتميّ الزوال…

وأنني سألتقي يوماً بفاتنتي
على فراش الحب أسقيها وأرويني
(فحين نام الدجى، قامت لتمسيتي، وحين قام الضحى، عادت لتصبيحي)

لا شيئ مما فوق!
أنا هاهنا أهذي بصوت الناسكين
وأعد من صمتي سنين
صَنَمُ أرادتك الحياة، فلذ بها بالصمت
إن بعض الصمت حكمة!

IMG_2233-0.JPG

 
أضف تعليق

Posted by في جانفي 15, 2015 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: ,

طاهر!

حسنا سأكتب بدون توقف لأن أشباح أحلام اليقضة ستقتلعني من مكاني وتصعد بي الى عالم الأحلام الجميل لو توقفت لحظة واحدة فقط، لا يهمني اتساق الكلمات اريد فقط ان اخرج ذلك الدخان الأسود الذي التف حول روحي ، سأستنشق الأكسجين وأحاول أن اخرج بعض الدخان مع كل زفير، قليلا قليلا…

لففت رأسي بغطاء السرير العفن في محاولة مني للبقاء وحيدا بعيدا عن كل ماهو خارج هذا الغطاء، اشعر بالأمان هنا 
كنت انتوي ان اكتب عنها طبعا ، لكنني لن افعل سأكتب عني انا
عن ذلك الولد التائه الذي اصبح مؤخراً يسمع كثيرا من التعليقات حول عمره الذي قارب الثلاثين بؤساً، يا الهي الثلاثين التي ما كنت أتخيل يوما ان اصلها وانا في هذه الحالة، رسمت لنفسي صورة مختلفة تماماً لما اريد ان اكونه، رسمت لنفسي صورة أكون فيها شابا وسيما طبعا! وسعيد جدا، إبني بجانبي بعمر يقارب الثمانية أعوام ، زوجتي جميلة ، حنونة، طيبة، مرحة والاهم من ذلك كله زوجةٌ تحبني بصدق.

لا اعلم سبب ذلك الشعور الذي ينتابني كلما نظرت الى زوجين يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويرمقان أعين بعضهما بحنان وفخر، صوت ما داخل صدري يخبرني دوما انني لا استحق ذلك الشعور لن احصل عليه يوما ، احس بجسمي يتصلب في مكانه يلاحق الزوجان ويودعهما بابتسامة ودعوة صادقة بالتوفيق، 
لا سبب حقيقي واضح لما اشعر به في آلاف المواقف المشابهة والتي لا تتكر الا علي انا فقط، ربما لانني وبدون وعي مني اجذب هذه اللحظات نحوي،
حلم العائلة والحب كان منذ الأزل ولا يزال حلم حياتي الذي لا يمكنني تخيل العيش بدونه فضلا عن التخلي عنه، 

هي كانت بالنسبة لي ذلك الحلم الذي هرب بعيدا وتلاشى بحماقة في السراب، هي بالنسبة لي اول تجربة للإمساك بيد الحلم، 
ربما لذلك السبب أحببتها أكثر قليلا من الأخريات ، أكثر بترليون مرة فقط! 

أحس انني قبيح، تلك الشفتان الغليضتان تثيران اشمئزازي ، انا متاكد انه لا توجد فتاة على وجه الارض يمكن ان تحبهما فضلا عن ان تصفني بالوسامة، لن اكذب وأقول انها كانت الوحيدة التي تمتدح وسامتي لكنني لطالما أحسست بأنني كائن جميل بقربها، أحببت نفسي معها والآن اكره نفسي اكثر في بعدها، 
هي لم تبتعد كثيرا لازال بأمكاني التواصل معها ولازالت تطمئن على حالي من فترة لأخرى ،ولكنني دائماً ما اكذب كما هي عادتي وأقول “أنا تمام”  
تفعل ذلك لأنني توقفت عن الاتصال بها وطلبت منها ان لا تتواصل معي الا وقت الضرورة القصوى ،
لا تتعب نفسك كثيرا بالتفكير في سبب هذا الابتعاد وفي سوال نفسك لماذا لا يرجعان الى بعضهما لان اجابةً سؤال مثل هذا ستظطرني لتأليف رواية من ٣٤٠ صفحة من القطع الكبير، ولا اريد ان افعل ذلك حقيقةً، أريد فقط ان احتفظ بتفاصيلها منقوشة داخل جدران قلبي ،
لكن يجب ان تعلم أيها القارئ انني شخص نبيل وأنها طاهرة ، ولا اخفيكم سراً انني كنت اسميها في جوالي (طاهر) اسم بإيحاء ذكوري حتي لا ألفت الانتباه لها في حال رن الجوال في يد احد معارفي او داخل مجال رؤيته ، 

علاقتنا كانت سليمة تقريبا من كل ما يخدش بالحياء، انا اقول هنا تقريبا ولا اجزم بخلوها من بعض ما يخدش الحياء عند البعض، الا اننا لم نكن نعير الامر اهتماما كنت أتعامل معها بطهارة وهي كانت كذلك الا في حالات قليلة قصيرة الأمد جدا كنت فيها احاول التحركش بها ومغازلتها،
اذكر مرة انني طلبت منها قبلة فقامت بصفعي على وجهي بقوة !
ثم وبعد ان أدركت فداحة ما صنعت ضحكت ضحكتها التي تفتح لها أبواب القلب وغاصت بوجهها بين كفيها في خجل وبدأت بالاعتذار بلغة الحوريات، سامحتها طبعا فلمسة كفها على خدي كانت احدى امنيات حياتي التي تحققت دون ان اضطر لطلبها، 

قلت لكم انني لن اكتب عنها وسأحاول ان اتجاهلها بالكلية لا اريد ان اتسبب بالأذى لأي منا، اختارت طريقاً واستخارت فيه الله عز وجل وهو وبدون أدنى شك خير لها، بالمناسبة انا من علمتها صلاة الاستخارة وطلبت منها ان تستخير  كثرا قبل ان تقدم على قرار مماثل  ويبدوا ان الله استجاب لدعواتها ودعواتي لها بالتوفيق، ففي اخر مرة أخبرتني فيها كم هي سعيدة أحسست بفرح غريب المعالم ، فرح ممزوج بقليل من الغيرة وكثير من الرجاء، وابتهال الى الله ان يتم عليها سعادتها.

لكن ذلك الصوت اللعين لم يتوقف لحظة عن الصراخ في أذني ، يكاد  يصيبني بالصمم  يقول لي: “انت لا تستحق الفرح” ولا أخفيكم سراً حين أقول أنني أوشكت على تصديق ذلك الصوت. نقطة

 
أضف تعليق

Posted by في أكتوبر 20, 2014 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: , ,

صورة

فتاة على كرسيّ المحطة!

جمالكِ الهادئ يا فتاةَ محطةِ القطارِ فاقَ ملكات هوليوود المصطنعات…
في عَقدةِ ساقيكِ على بعضهما كل معاني الأنوثة الفطرية، وشعرك الحريري المسدول على كتفك الأيسر أقسم أنني شممت عبيره من خلف زجاج القطار الأزرق المنزلق فوق السكة الحديدية ببطئ كدودة قز! 
ربما لا تدركين ذلك، لكنكِ بدوتِ كأميرةٍ من أميراتِ الحكايات، تلك الأميرة اللتي اختطفتها الساحرة وهي رضيعة إلى بلاد الفقر، عاشت حياتها تظن أنها فتاة عادية ولم تدرك أن دماء الأميرات تجري في عروقها، غير مدركة أن نظرة عينيها الغائصة في الروعة،الغامضة، الواثقة، السارحة، لا تنتمي أبداً إلا لقصر السلطان…
إسمحي لي يا أميرة الجزيرة الخضراء أن أسرح بخيالي معك، هناك حيث تنتمين، حيث القيثارة تعزف لحناً يشبهكِ، إستلهم كاتبه رناته من ضوء عينيك…
هناك في القصر المسقوف بالقرميد الأحمر الطافي فوق رؤوس أشجار جوز الهند، هناك حيث الهتان يقبل الجباه بنعومة، في ذلك المكان حيث تكتسب الألوان مزيداً من العمق وحيث يَفرضُ (الأخضرُ) بديكتاتوريةٍ حُكمة وينشر جيوشَ تدرجاته اللونية على إمتداد البصر، لا ينازعه الحُكمَ إلا الأزرق المُشِع المُعَتق بالبياض…

إسمحي لي أن أقولك لك: أنت جميلة، الوداع…

التوقيع: نقطة مسافرة عبر القطار

IMG_1786.JPG

 
أضف تعليق

Posted by في أكتوبر 20, 2014 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: , , ,

حسن في بلاد العجائب!

فتح حسن عينيه قليلاً محاولاً السيطرة على نور الشمس الذي كاد أن يخترق بؤبؤ عينيه ، لم تفلح محاولاته فمد بكفه ووضعه أمام عينيه في محاولة منه لحجب ذلك الضوء الساطع القادم من الأعلى، استطاع حسن وبعد اللحظات التي قضاها في اغماض عين وفتح اخرى من ان يفتح عينيه بالكلية، 

-ياللهول ما كل هذا الضوء ؟ هل تبدوا الشمس أكبر هنا أم أنني أتخيل؟ وهذه الحرارة الحارقة يا إلهي أين أنا؟ 

 حاول حسن تركيز كل طاقاته الذهنية في محاولة تذكر كيف وصل الى هنا، وصرخ في تضرع

” يا إلهي لا تقل لي أنني ذهبت إلى الجحيم”

يبدوا المكان شبيها بكوكب المريخ تضاريسه الصحراوية جافة المعالم وخطوط رمادية غامقة تقسم التضاريس القاحلة إلى ما يشبه المربعات الكبيرة وعلى امتداد البصر تتوزع جبال الإسمنت تتوزع بأطوال متفاوتة ، 

تبادر إلى حسن أنه رأى ما يشبه المخلوق الحي يتهادى في السراب كان مخلوقاً عجيباً بأذنين حمراويتين تلعب بهما الريح فتحركهما في إتجاهات عشوائية، إقترب المخلوق من حسن ومد يده وحط بها على كتف حسن، وتمتم بأصوات غريبة كان يخرجها من مؤخرة حلقه غليضة الوقع على طبلة الأذن، 

لم يستطع حسن إغلاق عينيه التي توسعت كما لم يسبق لهما في حياته  لا يجاريها في الاتساع الا فمه الذي فتح على مصراعيه في محاولة لإطلاق صرخه استغاثة حبست داخل قلبه الذي ومن هول الموقف تجمد ليبعث ببرد الموت إلى أطراف جسمه فشَلٓ حركتها وترك حسن واقفاً بلا قدرة على الحراك كصنم!

سحب المخلوق يده بعد ان أدرك علامات الرعب على وجه حسن وبدأ بإصدار صوت شبيه بذلك الذي نصدره عند محاولتنا تهدئه حصان هائج وبدأ يشير بيده للأسفل ، أفلحت محاولات المخلوق في إعادة بعض الاتزان إلى عقل حسن الذي ألقى بنفسه على الأرض وشرع بلهفة في استنشاق أكبر كمية ممكنه من الهواء.

 عاد حسن لينظر الى المخلوق بعد أن إلتقط أنفاسه وأمعن النظر فيه، 

لم يبد مختلفا كثيرا، لكن وجهه كان مليئاً بالحزن المخيف عاقد الحاجب على الدوام ، يبدوا انه مخلوق بدائي، هذا ما تبادر الى ذهن حسن بعد أن رأى عيني المخلوق الغائرتين نحو الداخل قليلا المغطاة بطبقة لامعه تشبه رغوة الصابون، لم يكن يعرف حقيقة  ما اذا كان هذا مخلوقاً بدائياً لكنه احس بذلك، شيئ أشبه ما يكون بالحاسة السادسة جعلته يشعر بذلك ،شيئ ما في عيني ذلك المخلوق جعلته يبدوا غبياً، افتقد تلك الحده التي تجدها في أعين المخلوقات المُتَمَدِنة ذلك النور الذي يشع من عيني المتعلم، 

سرعان ما اكتشف حسن ان افضل طريقة للتواصل مع المخلوق هي عن طريق حركات اليد وتعبيرات الوجه لكن هذا المخلوق لا يبدوا انه قادر على التعبير بوجهه كثيرا يكتفي غالباً برفع شفته العليا قليلا وعقد حواجبه باسطا كفه أمام وجهه ليمنع أشعة الشمس من الوصول الى  عينه، 

أشار المخلوق بيده الى حسن أن أتبعي فتبعه حسن يتلفت يمنة ويسرة فلا يرى إلا جبال الإسمنت ذات الأحجام المختلفة متشابهة الطراز تتوزع على جانبي الطريق ، انتبه حسن الى ان هذه الجبال تحتوي في وسط كل منها على بوبات بأشكال غريبة  وصناديق تخترق الجبال وتتوزع بنمط منتظم مصدرة أصوات أزيز “يبدوا أن هذه الجبال مأهولة” قالها حسن لنفسه دون ان يستطيع صوته المنخفض إخفاء الغرابة والتعجب الذي إعترى نبرته، 

أصاب حسن في ضنه فسرعان ما لاحظ مخلوقات اخرى مشابهة لذلك المخلوق الذي يمشي أمامه مشية غريبة يسحب فيها قدمه على الارض دون إن يرفعها حقيقة، مخلوقات تدخل الجبال الأسمنتية وتخرج منها وتتجول على قارعة الطريق بملل متشابهة تقريبا ويكاد يكون اكثر ما يجمع بينها تلك النظرة المستغربة التي يرمقون بها حسن دون أن يحاولوا إخفائها بتاتاً، 

وصل حسن برفقة المخلوق الى جبل إسمنتي صغير  صرخ أمامه المخلوق: “ياورعأخرجلعنبوهالوجهجبتلكواحديتكلمانجليزي” لتفتح مرآة حفرت داخل الجبل الإسمنتي ويخرج منها إنسان قريب الشبه بنا كثيرا، أشار له المخلوق بيده فخرج بعد وقت قصير من بوابة الجبل الإسمنتي، إقترب الإنسان من حسن وخاطبه بلغة استطاع حسن تميزها وإن كانت غليظة هي الأخرى، “مرحباً بك في بلد الإسمنت اللعين” قال الانسان، 

لم يتمالك حسن نفسه وبادر بالسؤال ماذا تقول؟ أين أنا؟ ومن هذه 

المخلوقات المتشابهة؟ وما بلد الإسمنت اللعين؟

 
أضف تعليق

Posted by في جوان 1, 2014 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: , ,

دقائق في الملكوت

هواء الحرم متفرد بخصائص قدسية!  معتقٌ بريح المسك أور ربما ريح الخزامى… ربما لأنه وخلال طوافه بالبيت العتيق يستعير شيئاً من طيب الحجارة المقدسة، وينثرها للطائفين عبيراً
لا أعلم حقيقةً لكنني أحس بأنه هواء منعش يبعث الحياة داخل القفص الصدري ويرفع مستوى الطاقة الإيجابية في الجسم،
الغريب أنه ليس كل هواءٍ محيط بالحرم يفعل ذلك، وحده هواء صحن المطاف لديه تلك القدرة المعجزة.
دائماً ما أتسائل عن سر تلك السكينة التي تخترق الروح من خلال نسمات الهواء، أحس أحيانا أنها سكينة الملائكة الذين يدورون بحلقات متصلة إلى السماء… ربما حين يمر المَلَك من الملائكة بجانبي أو ربما من خلالي فإن روحي تستعير بعضاً من نوارنية المَلَك، وربما طهر الملائكة يسبب ذلك الإحساس الفريد بالراحة.
حين تلاقي روح الملك روحي المقدسة وترتفع بها بعيداً عن ذلك الجسد الطيني القذر الذي حُبسَت فيه. نقطة

٢٠١٤٠٥١٣-٠٠٥٣١١.jpg

 
أضف تعليق

Posted by في ماي 12, 2014 بوصة محاولات أدبية

 

الأوسمة: , ,

مقهى القهوة!

نزل إلى الشارع يعد الخطى نحو مقهى القهوة القريب من منزله المستأجر، منزل يتكون من غرفة وصالة صغيرة ومطبخ بحجم حمّام أحد أفراد الطبقة المتوسطة، كان بيته فارغاً تقريباً من كل شيئ باستثناء شاشة تلفاز معلقة على الحائط وسرير غطاه البياض كأسرة المستشفيات المملة، وكثير من الفوضى والقاذورات…

مشى إلى المقهى معلقاً سماعات الأذن بيضاء اللون في الأساس لكنها ومع مرور الأزمنة والدهور عليها تحول لونها إلى الأصفر قليلا مع بعض شمع الأذان الذي توزع باحترافية على فتحات الصوت الخارج نحو أذنه الموسيقية بامتياز، 
دلف نحو المقهى وتبادل نظرات التحايا مع كل من في المقهى على عجل، كان يعرفهم جميعاً دون أن يستطيع تميز أسمائهم، معرفة قهوة كما يحبون أن يشيروا إليها في هذا المكان الذي يعج برائحة القهوة التي تبعث على النشاط وتضلله سحابة من الدخان المنبعث من سجائر بماركات متعددة، يبدوا أن كل الجالسين على الكراسي البلاستيكية لم يعيروا أي اهتمام لتلك اللافتات التي طبعت على الجدران وبخط واضح أحمر تقول (ممنوع التدخين) وكأنهم يبعثون برسالة مفادها لا قهوة بدون سيجارة ستفقد القهوة طعمها، إتجه مباشراً نحو أقرب كرسي فارغ سحبه إليه وجلس رامقاً بائع القهوة مناديا إلياه بإسمه (ميزان) وأشار بيده فقط ، اكتفى ميزان بهز رأسه موافقاً وقام على الفور بتوجيه مساعده ليقوم بإعداد القهوة التركية سكر زيادة طبعاً، 

بادر صاحبنا بالتقاط كوب القهوة من يد ذلك البائع (مساعد ميزان)  الذي لا يوجد من بين مرتادي المقهى من يعرف اسمه، هو فقط ذلك البائع الذي يحسن بصمت أعداد القهوة التركية ويقدمها بابتسامة خجول، غالبا ما كان يتفادى النظرات المباشرة بشكل ملحوظ يرخي طرفه حالما ترفع بصرك اليه، يتمتم حال تقديمه القهوة تمتمات لم يتمكن صاحبنا من سماعها بوضوح لكنه دائماً ما يدرك بعد أن يرى ابتسامة البائع الودودة أنه يتمتم بالترحيب ويتمنى إن ينال كوب القهوة على إعجابه ،أو هذا ما يفترضه على الأقل فيرد عليه بابتسامة مماثلة متبوعة بعبارة (تسلم إيدك يا باشا) ، 
يمسك صاحبنا بكوب القهوة ويسحب منديلاً ليغطي به الكوب حتى لا تبرد القهوة ريثما ينتظر صاحبنا ركود البُن في قاع الكوب وينتظر دقيقة كاملة ثم يزيح المنديل عن الكوب بأسلوب لا يخلو من السرعة والاحتراف معاً، يطبق المنديل ويقربه من حافة الطاولة، سيستخدمه فيما بعد لمسح رواسب القهوة على شفتيه، أمسك بعدها بكوب القهوة وقربهامن أنفه يشتمه بهدوء، قرب بعدها الكوب من شفتيه ليسرق قبلة سريعة من طرف كوب القهوة التركية  ليعيد الكوب بعدها الى مكانه مرة اخرى، تبادر يده مجددا بالتقاط كوب القهوة ليقربه من فمه، هذه المرة تناول رشفتين متتابعتين تهللت بعدها اسراير وجهه وقام بحشر يده اليسرى في جيبه الجانبي وأخرج علبة السجائر ، فتح العلبة بيده اليسرى ومد العلبة نحو فمه والتقم سيجارة سحبها من بين أخواتها بنعومة ليبادر بإشعالها ثم بإلقاء القداحة على الطاولة ليقوم بإمساك السيجارة بيده بعد أن نفث دخانها ليتركها ترتاح قليلا بين أصابع يده اليسرى، رفع كوب القهوة الذي لم يفارق يده اليمنى الى فمه مجددا وتناول رشفة كبيرة هذه المرة. 

شعور بالنشوة تسلل إلى كل ذرة من ذرات جسمه ونفث فيها الحياة من جديد، أحس صاحبنا بالنشوة ولم يستطع مقاومة يده اللتي امتدت لجيبه الأيمن فحشر يده داخل جيبه وأخرج دفتر مذكراته الذي يحب أن يسميه (الكتاب المقدس) ذلك الكتاب الذي احتوى على الأسرار التي لم يستطع صاحبنا الاحتفاظ بها لنفسه فققر أن يشاركها مع الكتاب المزخرف الصغير والذي ومن كثرة الأسرار اللتي احتواها جوفه أصبح مقدساً

أمسك بدفتر مذكراته وفتحه بعشوائية في محاولة جادة لإيجاد صفحة فارغة، استقر على صفحة في منتصف الدفتر تقريباً فسل سريعا قلم الباركر الأسود الموجود في جيبه العلوي، أحس بأن كل ذره من ذرات جسمه تدفعه للكتابة ، لم يستطع مقاومة ذلك الشعور الجارف فقام بغرس القلم في الدفتر وبدأت رويداً رويداً معالم قصيدة بالظهور… قصيدة عنها طبعا! 

٢٠١٤٠٥٠٥-١٩٢٦١٢.jpg

 
 

الأوسمة: , , , ,

سيجارة!

جلسَ في غرفته التي تعج برائحة الدخان وأعاقب السجائر المحترقة التي تناثرت حتى غطت مساحات الغرفة الكئيبة، في كل زواية وحيثما أشَحتَ ببصرك ستقع عيناك على بقايا السجائر والرماد، لم يكن يعترف كثيرا بطفايات السجائر، كان يجوب ارجاء غرفته تائها في بحار أفكاره المتلاطمة يضرب بسبابته سيجارته فيهوي منها الرماد على الأرض كأنه مجموعة من ريش مخلوق أسطوري صغير، كان يقلي بالسيجارة بعدما يمتص منها كل ما أمكن امتصاصه ويقلي بها كيفما اتفق أو يطفئها أحيانا في اي جسم صلب قريب التناول على يده، دائماً ما يبدوا له السرميك الذي يغطي الأرضية مناسبا لدفن رأس الزهرة المشتعة

لم يكتف بهذا بل تعداه لما هو أكثر من ذلك، فإنه وخلال فترات سجنه الإنفرادي الذي إختار مجبراً أن يسجن نفسه بين جدرانه باهتة اللون اعتاد أن يتقمم أعقاب السجائر المطفئة اللتي تتناثر حولة بغزارة ليفتت ما بداخلها من بقايا التبغ شبه المحروق ويجمع منه كمية مناسبة يلفها في ورق الشام المتوفر بغزارة أيضاً ليصنع سيجارة يحب أن يسميها “سيجارة القرف” يستخدمها عندما لا تتوفر لديه النقود لشراء علبة سجائر جديدة او عندما تفرغ علبته ويعلم انه لن يتمكن من شراء علبة اخرى بسبب إقفال المحلات ليلا، كان يحب الليل كثير ونادرا ما ينام الليل، يعتبر أن لليل قدسة غريبة المعالم

ومع شراهتة المفزعة بالتدخين كان لا يشتري الا علبة سجائر واحدة، ليس بسبب نقص النقود، وان كان ذلك عذراً وجيها ينطبق عليه تماماً، لكنه وعلى مدار السبعة أعوام التي عاشها كشخص مدخن لم يقتنع ابدا انه انسان مدخن مدمن سجائر، كان يشتري علبة واحدة فقط كلما احتاج لذلك ويقول لنفسه هذه اخر علبة سجائر أشربها في حياتي

جلس في غرفته على حافة سريره المهترئ البطانة المليئ بالبقع، النفاث الرائحة، تلك الرائحة التي لم يعد أنفه يميزها بعد ان اعتاد عليها دهرا، ينظر حوله ويحملق في ملابسه المغبرة الملقاة بلا بترتيب في كل مكان تقريبا، يملؤها الغبار وآثار أحذيته التي طبعت عليها بشكل أشبه ما يكون بالفوضى الخلاقة، يتنفس الصعداء ويقول “لابد أن أغير حياتي. اريد أن أتغير ولكن كيف؟ مالذي يجب أن أفعله؟ أي الطرق يجب أن أسلك؟ وماهي الأهداف التي سأجعل حياتي تتمحور حولها؟ من أنا؟ وماذا يجب أن أكون؟ ولماذا يجب أن أكون أصلا؟ اه يا الله ساعدني.

يمسك بجهازه اللوحي الذي قضى قرابة العامين يجمع النقود لشراءه وبعد ان تمكن من ذلك مباشرة انخفض سعر الجهاز بعد أن طرحت الشركة طرازا اكثر حداثة، لكنه وعلى اي حال أمسك بجهازه وطبع عليه هذه الكلمات.

٢٠١٤٠٤٢٠-١٥٥٤٠٨.jpg

 
تعليق واحد

Posted by في أفريل 20, 2014 بوصة قصة قصيرة, محاولات أدبية

 

الأوسمة: , , ,